discord discord
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

المجــاهــرة بــالمعصيـــة







عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :






(( كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ،






ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا كذا ،






وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )) متفق عليه



شـــرح الحــديــث



عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )) . يعني بـ (( كل الأمة))
أمة الإجابة الذين استجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم .
معافى : يعني قد عافاهم الله عز وجل.



إلا المجاهرين : والمجاهرون هم الذين يجاهرون بمعصية الله عز وجل ،



وهم ينقسمون إلى قسمين :
الأول : أن يعمل المعصية وهو مجاهر بها ، فيعملها أمام الناس ،
وهم ينظرون إليه ، هذا لا شك أنه ليس بعافية ؛
لأنه جر على نفسه الويل ، وجره على غيره أيضا .
أما جره على نفسه : فلأنه ظلم نفسه حيث عصى الله ورسوله ،
وكل إنسانيعصي الله ورسوله ؛ فإنه ظالم لنفسه ،
قال الله تعالى : { وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [البقرة: 57] ،


والنفس أمانة عندك يجب عليك أن ترعاها حق رعايتها ،



وكما أنه لو كان لك ماشية فإنك تتخير لها المراعي الطيبة ،
وتبعدها عن المراعي الخبيثة الضارة ،
فكذلك نفسك ، يجب عليك أن تتحرى لها المراتع الطيبة ،
وهي الأعمال الصالحة ، وأن تبعدها عن المراتع الخبيثة ، وهي الأعمال السيئة.







وأما جره على غيره : فلأن الناس إذا رأوه قد عمل المعصية ؛



هانت في نفوسهم ، وفعلوا مثله ، وصار ـ والعياذ بالله ـ
من الأئمة الذين يدعون إلى النار ، كما قال الله تعالى عن آل فرعون : 
{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ}[القصص41:
وقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( من سن في الإسلام سنة سيئة ؛ 
فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )) (رواه مسلم)
فهذا نوع من المجاهرة ، ولم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه واضح ،
لكنه ذكر أمراً آخر قد يخفى على بعض الناس فقال:
ومن المجاهرة أن يعمل الإنسان العمل السيئ في الليل فيستره الله عليه ،
وكذلك في بيته فيستره الله عليه ولا يُطلع عليه أحداً ،





ولو تاب فيما بينه وبين ربه؛ لكان خيراً له ، ولكنه إذا قام في الصباح



واختلط بالناس قال : عملت البارحة كذا ، وعملت كذا ، وعملت كذا ،
فهذا ليس معافى ، هذا والعياذ بالله قد ستر الله عليه فأصبح يفضح نفسه.
وهذا الذي يفعله بعض الناس أيضاً يكون له سببان :
السبب الأول : أن يكون الإنسان غافلاً سليماً لا يهتم بشيء ، 
فتجده يعمل السيئة ثم يتحدث بها عن طهارة قلب.




والسبب الثاني : أن يتحدث بالمعاصي تبجحاً واستهتاراً بعظمة الخالق


، ـ والعياذ بالله ـ فيصبحون يتحدثون بالمعاصي متبجحين بها كأنما نالوا غنيمة ،


فهؤلاء والعياذ بالله شر الأقسام.




ويوجد من الناس من يفعل هذا مع أصحابه ، يعني أنه يتحدث به مع أصحابه


فيحدثهم بأمر خفي لا ينبغي أن يذكر لأحد ، لكنه لا يهتم بهذا الأمر



فهذا ليس من المعافين ؛ لأنه من المجاهرين .
والحاصل أنه ينبغي للإنسان أن يتستر بستر الله عز وجل ،
وأن يحمد الله على العافية ، وأن يتوب فيما بينه وبين ربه من المعاصي التي قام بها، 
وإذا تاب إلى الله وأناب إلى الله ؛ ستره الله في الدنيا والآخرة ،
والله الموفق .
شرح رياض الصالحين (ابن العثيمين رحمه الله)

كاتب الموضوع

تكنولوجيم

0 تعليق على موضوع : المجــاهــرة بــالمعصيـــة

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    التسميات

    فيس بوك

    عدد زوار المدونه

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    discord

    2019