حين غادر عفيف مسقط رأسه مدينة مساكن في اتجاه فرنسا كان يحمل من الاحلام والآمال ما لا يقف عند حد. طموح كبير ورغبة كبيرة في تحقيق نجاح علمي باهر اعتقد انه ممكن التحقق من خلال انتسابه لاحد اكثر الجامعات الفرنسية عراقة. جامعة باريس 7. لم يكن قرار عفيف بالسفر نحو باريس خاليا من المخاطرة والمغامرة في ضل ما كان يعانيه من نقص في النظر أثر على مواصلة مسيرته في دراسة الهندسة المعمارية بتونس لكنه كان يأمل أن يكون لسفره أكثر من هدف . كانت به رغبة وحاجة شديدة لاجراء فحوصات على عينيه و الخضوع لتدخل طبي يمكنه من تجاوز المشاكل في بصره التي اعاقت اكمال مسيرته العلمية في تونس و تحدي بعض اساتذته هنا الذين سخروا منه وعملوا
جهدهم على احباطه.سافر عفيف وهو يحمل كل الامال ووراءه دعوات أم تحاول من خلالها اخفاء مخاوفها وهواجسها من سفر لم تكن مرتاحة له ولا راغبة فيه اصلا ، لكن حب الام وعطفها على هذا الابن الذي عمل بعضهم على احباطه جعلها توافق وتنزل عند رغبته. كان سفر عفيف يوم 27 اوت ليحط الرحال في باريس تسبقه أحلامه و آماله ودعاء والديه . لم يكن ابتعاد عفيف عن والديه لينسيه ارتباطه بهما فلم تنقطع اتصالاته بعائلته يوما منذ استقراره بباريس . كان هاتف العائلة يرن اكثر من مرة كل يوم وكان السكايب فرصة متجددة لينظر في اعين والديه واخوته كل ليلة وفجأة انقطع الهاتف عن الرنين ولم يعد حسابه على السكايب يجيب. الاتصال الأخير كان يوم الاثنين واحد سبتمبر الثانية صباحا ليقول لاهله تصبحون على خير ولكنهم لم يصبحو على خير و لم يسمعوا صوته صباح الثلاثاء ولا الايام الموالية ومع الاسف لن يسمعوا صوته مجددا. ذهب عفيف ليلاقي ربه دون ان يترك المجرم له فرصة ليقول وداعا لمن احب ولمن أحبوه.ايام طويلة ومريرة من الانتظار جاء الخبر الذي صعق الجميق الجميع أصاب والدي عفيف و اخوته واهله في مقتل و أذهل كل من عرف عفيف ؛ عفيف قتل ووجدت جثته مقطعة لاجزاء داخل اكياس بلاستيكية مرمية على قارعة الطريق. لم يكن فقط موتا ولم يكن حتى فقط قتلا ولكنه كان تمثيلا بجثته . عفيف الشاب الذي لم يتجاوز سن العشرين الا قليلا الهادئ والمسالم ينتهي بهذا الشكل و بهذه الصورة دون ان يكون لما حدث اية مقدمات ولا اشارات. كل ذلك الطموح وكل ذلك التحدي وكل تلك الحيوية والرغبة في النجاح والثأر من ظروف صحية كانت لتعيق غيره حتى عن الحركة تنهي بعفيف جثة مقطعة يكتشفها عونا بلديا مرمية في اكياس سوداء على حافة طريق.رحم الله عفيفا رحمة واسعة و ساعد اهله على تجاوز مصيبة بهذا الحجم . اية كلمات يمكن ان تقال لام عفيف ولوالد عفيف ولاخوة عفيف وأصدقاء عفيف يمكن ان تخفف ولو قليلا من مصابهم لا كلمات غير الدعاء لعفيف بالرحمة والدعوة للمسك بالمجرم القاتل وانزال أشد عقاب به و أي عقاب ارضي يمكن ان يساوي جريمة قتل والتمثيل بجثة عفيف. هناك عدالة السماء وهناك الاه حكم عدل يقتص لعفيف و لام واب و اخوة واهل واصدقاء عفيف .اللهم ارحمه واغفر له و اسكنه جنانك وارزق اهله واحبته جميل الصبر والسلوان.
0 تعليق على موضوع : مقتل الشاب عفيف شبيل قضية هزت الوسط العام بين تونس و فرنسا و لازال صداها ينتشر
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات